تفسير القمي: قَالَ الصَّادِقُ (ع) فَأَوَّلُ مَنْ قَاسَ إِبْلِيسُ وَ اسْتَكْبَرَ وَ الِاسْتِكْبَارُ هُوَ أَوَّلُ مَعْصِيَةٍ عُصِيَ اللَّـهُ بِهَا قَالَ: فَقَالَ إِبْلِيسُ: يَا رَبِّ اعْفُنِي مِنَ السُّجُودِ لِآدَمَ (ع) وَ أَنَا أَعْبُدُكَ عِبَادَةً لَمْ يَعْبُدْكَهَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَ لَا نَبِيٌّ مُرْسَل قَالَ اللَّـهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى: لَا حَاجَةَ لِي إِلَى عِبَادَتِكَ إِنَّمَا أُرِيدُ أَنْ أُعْبَدَ مِنْ حَيْثُ أُرِيدُ لَا مِنْ حَيْثُ تُرِيدُ فَأَبَى أَنْ يَسْجُدَ فَقَالَ اللَّـهُ تَعَالَى: فَاخْرُجْ مِنْها فَإِنَّكَ رَجِيمٌ *وَ إِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلى يَوْمِ الدِّينِالحجر(34-35) فَقَالَ إِبْلِيسُ: يَا رَبِّ كَيْفَ وَ أَنْتَ الْعَدْلُ الَّذِي لَا تَجُورُ فَثَوَابُ عَمَلِي بَطَلَ قَالَ: لَا، وَ لَكِنِ اسْأَلْ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا مَا شِئْتَ ثَوَاباً لِعَمَلِكَ فَأَعْطَيْتُكَ فَأَوَّلُ مَا سَأَلَ الْبَقَاءَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ فَقَالَ اللَّـهُ: قَدْ أَعْطَيْتُكَ قَالَ: سَلِّطْنِي عَلَى وُلْدِ آدَمَ قَالَ: قَدْ سَلَّطْتُكَ قَالَ أَجْرِنِي مِنْهُمْ مَجْرَى الدَّمِ فِي الْعُرُوقِ قَالَ: قَدْ أَجْرَيْتُكَ قَالَ: وَ لَا يَلِدُ لَهُمْ وَلَدٌ إِلَّا وَ يَلِدُ لِي اثْنَانِ قَالَ: وَ أَرَاهُمْ وَ لَا يَرَوْنِي وَ أَتَصَوَّرُ لَهُمْ فِي كُلِّ صُورَةٍ شِئْتُ فَقَالَ: قَدْ أَعْطَيْتُكَ قَالَ: يَا رَبِّ زِدْنِي قَالَ: قَدْ جَعَلْتُ لَكَ فِي صُدُورِهِمْ أَوْطَاناً قَالَ: رَبِّ حَسْبِي فَقَالَ: إِبْلِيسُ عِنْدَ ذَلِكَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ* إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَص(82-83)ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَ مِنْ خَلْفِهِمْ وَ عَنْ أَيْمانِهِمْ وَ عَنْ شَمائِلِهِمْ وَ لا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شاكِرِينَالاعراف(17) .
إعداد شعبة البحوث والدراسات