قصص الانبياء: وَ بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّـهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ أَبِي الدَّيْلَمِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّـهِ الصَّادِقِ (ع) قَالَ: هَبَطَ آدَمُ (ع) عَلَى الصَّفَا وَ لِذَلِكَ سُمِّيَ الصَّفَا لِأَنَّ الْمُصْطَفَى هَبَطَ عَلَيْهِ قَالَ: تَبَارَكَ وَ تَعَالَى {إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفى آدَمَ وَ نُوحاً} ال عمران(33)
وَ هَبَطَتْ حَوَّاءُ (ع) عَلَى الْمَرْوَةِ وَ إِنَّمَا سُمِّيَتِ الْمَرْوَةَ لِأَنَّ الْمَرْأَةَ هَبَطَتْ عَلَيْهَا وَ هُمَا جَبَلَانِ عَنْ يَمِينِ الْكَعْبَةِ وَ شِمَالِهَا فَاعْتَزَلَهَا آدَمُ (ع) حِينَ فُرِّقَ بَيْنَهُمَا فَكَانَ يَأْتِيهَا بِالنَّهَارِ فَيَتَحَدَّثُ عِنْدَهَا فَإِذَا كَانَ اللَّيْلُ خَشِيَ أَنْ تَغْلِبَهُ نَفْسُهُ فَيَرْجِعُ فَمَكَثَ بِذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّـهُ ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْهِ جَبْرَئِيلَ (ع) فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا آدَمُ الصَّابِرُ لِبَلِيَّتِهِ إِنَّ اللَّـهَ تَعَالَى بَعَثَنِي إِلَيْكَ لِأُعَلِّمَكَ الْمَنَاسِكَ الَّتِي يُرِيدُ اللَّـهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكَ بِهَا فَانْطَلَقَ بِهِ جَبْرَئِيلُ فَأَخَذَ بِيَدِهِ حَتَّى أَتَى مَكَانَ الْبَيْتِ فَنَزَلَ غَمَامٌ مِنَ السَّمَاءِ.
فَقَالَ لَهُ جَبْرَئِيلُ: يَا آدَمُ خُطَّ بِرِجْلِكَ حَيْثُ أَظَلَّكَ هَذَا الْغَمَامُ فَإِنَّهُ قِبْلَةٌ لَكَ وَ لِآخِرِ عَقِبِ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ فَخَطَّ هُنَاكَ آدَمُ بِرِجْلِهِ فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى مِنًى فَأَرَاهُ مَسْجِدَ مِنًى فَخَطَّ بِرِجْلِهِ بَعْدَ مَا خَطَّ مَوْضِعَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَ بَعْدَ مَا خَطَّ الْبَيْتَ ثُمَّ انْطَلَقَ إِلَى عَرَفَاتٍ فَأَقَامَ عَلَى الْمُعَرَّفِ ثُمَّ أَمَرَهُ جَبْرَئِيلُ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ أَنْ يَقُولَ: {رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا} الاعراف(23) سَبْعاً لِيَكُونَ سُنَّةً فِي وُلْدِهِ يَعْتَرِفُونَ بِذُنُوبِهِمْ هُنَاكَ ثُمَّ أَمَرَهُ بِالْإِفَاضَةِ مِنْ عَرَفَاتٍ فَفَعَلَ آدَمُ (ع) ذَلِكَ ثُمَّ انْتَهَى إِلَى جَمْعٍ فَبَاتَ لَيْلَتَهُ بِهَا وَ جَمَعَ فِيهَا الصَّلَاتَيْنِ فِي وَقْتِ الْعَتَمَةِ فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ وَ أَمَرَهُ إِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ أَنْ يَسْأَلَ اللَّـهَ تَعَالَى التَّوْبَةَ وَ الْمَغْفِرَةَ سَبْعَ مَرَّاتٍ لِتَكُونَ سُنَّةً فِي وُلْدِهِ فَمَنْ لَمْ يُدْرِكْ عَرَفَاتٍ فَأَدْرَكَ جَمْعاً فَقَدْ أَدْرَكَ حَجَّهُ وَ أَفَاضَ مِنْ جَمْعٍ إِلَى مِنًى ضَحْوَةً فَأَمَرَهُ أَنْ يُقَرِّبَ إِلَى اللَّـهِ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى قُرْبَاناً لِيَتَقَبَّلَ اللَّـهُ مِنْهُ وَ يَكُونَ سُنَّةً فِي وُلْدِهِ فَقَرَّبَ آدَمُ قُرْبَاناً فَتَقَبَّلَ مِنْهُ قُرْبَانَهُ فَأَرْسَلَ اللَّـهُ نَاراً مِنَ السَّمَاءِ فَقَبَضَتْ قُرْبَانَ آدَمَ.
فَقَالَ لَهُ جَبْرَئِيلُ: يَا آدَمُ إِنَّ اللَّـهَ تَعَالَى قَدْ أَحْسَنَ إِلَيْكَ أَنْ عَلَّمَكَ الْمَنَاسِكَ فَاحْلِقْ رَأْسَكَ تَوَاضُعاً لِلَّـهِ إِذْ قَرَّبَ قُرْبَانَكَ فَحَلَقَ آدَمُ (ع) رَأْسَهُ، ثُمَّ أَخَذَ جَبْرَئِيلُ (ع) بِيَدِ آدَمَ (ع) لِيَنْطَلِقَ بِهِ إِلَى الْبَيْتِ فَعَرَضَ لَهُ إِبْلِيسُ عِنْدَ الْجَمْرَةِ فَقَالَ: يَا آدَمُ أَيْنَ تُرِيدُ فَقَالَ جَبْرَئِيلُ: يَا آدَمُ ارْمِهِ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ فَفَعَلَ آدَمُ (ع) فَقَالَ جَبْرَئِيلُ: إِنَّكَ لَنْ تَرَاهُ بَعْدَ مَقَامِكَ هَذَا أَبَداً ثُمَّ انْطَلَقَ بِهِ إِلَى الْبَيْتِ فَأَمَرَهُ أَنْ يَطُوفَ بِالْبَيْتِ سَبْعَ مَرَّاتٍ فَفَعَلَ ذَلِكَ آدَمُ (ع) فَقَالَ جَبْرَئِيلُ: حَلَّتْ لَكَ زَوْجَتُكَ.