قصص الانبياء: وَ قَالَ زُرَارَةُ: سُئِلَ أَبُو جَعْفَرٍ (ع) عَنْ خَلْقِ حَوَّاءَ وَ قِيلَ إِنَّ أُنَاساً عِنْدَنَا يَقُولُونَ إِنَّ اللَّـهَ خَلَقَ حَوَّاءَ مِنْ ضِلْعِ آدَمَ الْأَيْسَرِ الْأَقْصَى قَالَ: سُبْحَانَ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ لَمْ يَكُنْ لَهُ مِنَ الْقُدْرَةِ مَا يَخْلُقُ لِآدَمَ زَوْجَةً مِنْ غَيْرِ ضِلْعِهِ وَ لَا يَكُونُ لِمُتَكَلِّمٍ أَنْ يَقُولَ إِنَّ آدَمَ كَانَ يَنْكِحُ بَعْضُهُ بَعْضاً، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللَّـهَ تَعَالَى لَمَّا خَلَقَ آدَمَ وَ أَمَرَ الْمَلَائِكَةَ فَسَجَدُوا لَهُ أَلْقَى عَلَيْهِ السُّبَاتَ، ثُمَّ ابْتَدَعَ لَهُ خَلْقَ حَوَّاءَ.
ثُمَّ جَعَلَهَا فِي مَوْضِعِ النُّقْرَةِ الَّتِي بَيْنَ وَرِكَيْهِ وَ ذَلِكَ لِكَيْ تَكُونَ الْمَرْأَةُ تَبَعاً لِلرَّجُلِ فَأَقْبَلَتْ تَتَحَرَّكُ فَانْتَبَهَ لِتَحَرُّكِهَا فَلَمَّا انْتَبَهَ نُودِيَ أَنْ تَنَحَّيْ عَنْهُ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا نَظَرَ إِلَى خَلْقٍ حَسَنٍ يُشْبِهُ صُورَتَهُ غَيْرَ أَنَّهَا أُنْثَى فَكَلَّمَهَا وَ كَلَّمَتْهُ بِلُغَتِهِ فَقَالَ لَهَا: مَنْ أَنْتِ فَقَالَتْ: أَنَا خَلْقٌ خَلَقَنِيَ اللَّـهُ تَعَالَى كَمَا تَرَى فَقَالَ آدَمُ: عِنْدَ ذَلِكَ يَا رَبِّ مَا هَذَا الْخَلْقُ الْحَسَنُ الَّذِي قَدْ آنَسَنِي قُرْبُهُ وَ النَّظَرُ إِلَيْهِ.
فَقَالَ اللَّـهُ تَعَالَى: يَا آدَمُ هَذِهِ أَمَتِي حَوَّاءُ أَ فَتُحِبُ أَنْ تَكُونَ مَعَكَ فَتُؤْنِسَكَ وَ تُحَدِّثَكَ وَ تَكُونَ تَابِعَةً لِأَمْرِكَ فَقَالَ: نَعَمْ. يَا رَبِّ لَكَ عَلَيَّ بِذَلِكَ الْحَمْدُ وَ الشُّكْرُ مَا بَقِيتُ قَالَ: فَاخْطُبْهَا إِلَيَّ فَإِنَّهَا أَمَتِي وَ قَدْ تَصْلُحُ لَكَ زَوْجَةً لِلشَّهْوَةِ وَ أَلْقَى اللَّـهُ عَلَيْهِ الشَّهْوَةَ وَ قَدْ عَلَّمَهُ قَبْلَ ذَلِكَ الْمَعْرِفَةَ بِكُلِّ شَيْءٍ فَقَالَ: يَا رَبِّ إِنِّي أَخْطُبُهَا إِلَيْكَ فَمَا رِضَاكَ لِذَلِكَ لِي فَقَالَ: مَرْضَاتِي أَنْ تُعَلِّمَهَا مَعَالِمَ دِينِي فَقَالَ: ذَلِكَ لَكَ يَا رَبِّ إِنْ شِئْتَ ذَلِكَ لِي فَقَالَ: فَقَدْ شِئْتُ ذَلِكَ وَ قَدْ زَوَّجْتُكَهَا فَضُمَّهَا إِلَيْكَ فَقَالَ: لَهَا آدَمُ إِلَيَّ فَأَقْبِلِي فَقَالَتْ: بَلْ أَنْتَ فَأَمَرَ اللَّـهُ آدَمَ أَنْ يَقُومَ إِلَيْهَا فَقَامَ وَ لَوْ لَا ذَلِكَ لَكُنَّ النِّسَاءُ يَذْهَبْنَ إِلَى الرِّجَالِ.