من يشتري ما لا يضر ولا ينفع؟!!


تفسير القمي: وَ سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللَّـهِ (ع) عَنْ قَوْلِ إِبْرَاهِيمَ‏ هذا رَبِّي‏ أَشْرَكَ فِي قَوْلِهِ‏ هذا رَبِّي‏ فَقَالَ: لَا مَنْ قَالَ هَذَا الْيَوْمَ فَهُوَ مُشْرِكٌ، وَ لَمْ يَكُنْ مِنْ إِبْرَاهِيمَ شِرْكٌ وَ إِنَّمَا كَانَ فِي طَلَبِ رَبِّهِ وَ هُوَ مِنْ غَيْرِهِ شِرْكٌ، فَلَمَّا دَخَلَتْ أُمُّ إِبْرَاهِيمَ بِإِبْرَاهِيمَ دَارَهَا نَظَرَ إِلَيْهِ آزَرُ فَقَالَ: مَنْ هَذَا الَّذِي قَدْ بَقِيَ فِي سُلْطَانِ الْمَلِكِ وَ الْمَلِكُ يَقْتُلُ أَوْلَادَ النَّاسِ؟

 فَقَالَتْ: هَذَا ابْنُكَ وَلَدْتُهُ فِي وَقْتِ كَذَا وَ كَذَا وَ حِينَ اعْتَزَلْتُ عَنْكَ.

 فَقَالَ: وَيْحَكِ إِنْ عَلِمَ الْمَلِكُ بِهَذَا زَالَتْ مَنْزِلَتُنَا عِنْدَهُ.

 وَ كَانَ آزَرُ صَاحِبَ أَمْرِ نُمْرُودَ وَ وَزِيرَهُ، وَ كَانَ يَتَّخِذُ الْأَصْنَامَ لَهُ وَ لِلنَّاسِ، وَ يَدْفَعُهَا إِلَى وُلْدِهِ وَ يَبِيعُونَهَا.

 فَقَالَتْ أُمُّ إِبْرَاهِيمَ، لِآزَرَ لَا عَلَيْكَ إِنْ لَمْ يَشْعُرِ الْمَلِكُ بِهِ، بَقِيَ لَنَا وَلَدُنَا وَ إِنْ شَعِرَ بِهِ كَفَيْتُكَ الِاحْتِجَاجَ عَنْهُ.

وَ كَانَ آزَرُ كُلَّمَا نَظَرَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ أَحَبَّهُ حُبّاً شَدِيداً، وَ كَانَ يَدْفَعُ إِلَيْهِ الْأَصْنَامَ لِيَبِيعَهَا كَمَا يَبِيعُ إِخْوَتُهُ، فَكَانَ يُعَلِّقُ فِي أَعْنَاقِهَا الْخُيُوطَ، وَ يَجُرُّهَا عَلَى الْأَرْضِ وَ يَقُولُ مَنْ يَشْتَرِي مَا [لَا] يَضُرُّهُ وَ لَا يَنْفَعُهُ، وَ يُغْرِقُهَا فِي الْمَاءِ وَ الْحَمْأَةِ، وَ يَقُولُ لَهَا كُلِي وَ اشْرَبِي وَ تَكَلَّمِي، فَذَكَرَ إِخْوَتُهُ ذَلِكَ لِأَبِيهِ فَنَهَاهُ فَلَمْ يَنْتَهِ، فَحَبَسَهُ فِي مَنْزِلِهِ وَ لَمْ يَدَعْهُ يَخْرُجُ‏.