عوالي اللئالي: وَ فِي الْحَدِيثِ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ (ع) لَقِيَ مَلَكاً فَقَالَ لَهُ: مَنْ أَنْتَ؟
قَالَ: أَنَا مَلَكُ الْمَوْتِ.
فَقَالَ: أَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُرِيَنِي الصُّورَةَ الَّتِي تَقْبِضُ فِيهَا رُوحَ الْمُؤْمِنِ؟
قَالَ: نَعَمْ، أَعْرِضْ عَنِّي.. فَأَعْرَضَ عَنْهُ فَإِذَا هُوَ شَابٌ حَسَنُ الصُّورَةِ حَسَنُ الثِّيَابِ حَسَنُ الشَّمَائِلِ طَيِّبُ الرَّائِحَةِ فَقَالَ: يَا مَلَكَ الْمَوْتِ لَوْ لَمْ يَلْقَ الْمُؤْمِنُ إِلَّا حُسْنَ صُورَتِكَ لَكَانَ حَسْبَهُ.
قَالَ لَهُ: هَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُرِيَنِي الصُّورَةَ الَّتِي تَقْبِضُ فِيهَا رُوحَ الْفَاجِر؟
قَالَ: لَا تُطِيقُ!
فَقَالَ: بَلَى، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ رَجُلٌ أَسْوَدُ قَائِمُ الشَّعْرِ مُنْتِنُ الرَّائِحَةِ أَسْوَدُ الثِّيَابِ يَخْرُجُ مِنْ فِيهِ وَ مِنْ مَنَاخِرِهِ النَّارُ وَ الدُّخَانُ فَغُشِيَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، ثُمَّ أَفَاقَ وَ قَدْ عَادَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى حَالَتِهِ الْأُولَى فَقَالَ: يَا مَلَكَ الْمَوْتِ لَوْ لَمْ يَلْقَ الْفَاجِرُ إِلَّا صُورَتَكَ لَكَفَتْهُ .