إِذْ قالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ (٤) قالَ يا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلی إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطانَ لِلْإِنْسانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ (٥) وَ كَذلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَ يُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ وَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَ عَلی آلِ يَعْقُوبَ كَما أَتَمَّها عَلی أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْراهِيمَ وَ إِسْحاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٦)
سورة يوسف
سؤال: لماذا ابتدأ القرآن قصة يوسف عليه السلام برؤيا؟
افتتح سبحانه قصة يوسف (عليه السلام) بذكر هذه الرؤيا التي أراها له و هي بشری له تمثل له ما سيناله من الولاية الإلهية و يخص به من اجتباء الله إياه و تعليمه تأويل الأحاديث و إتمام نعمته عليه. ومن هناك تبتدئ التربية الإلهية له لأن الذي بشر به في رؤياه لا يزال نصب عينيه في الحياة لا يتحول من حال إلی حال، و لا ينتقل من شأن إلی شأن، و لا يواجه نائبة، و لا يلقی مصيبة، إلا و هو ذاكر لها مستظهر بعناية الله سبحانه عليها، موطن نفسه علی الصبر عليها. وهذه هي الحكمة في أن الله سبحانه يخص أولياءه بالبشری بجمل ما سيكرمهم به من مقام القرب و منزلة الزلفی كما في قوله: «أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللَّـهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ- إلی أن قال- لَهُمُ الْبُشْری فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ»: يونس: ٦٤.